مأمورية جديدة في ظل تحديات كبيرة بقلم: محمد المصطفى ولد البشير





تشير النتائج الأولية لرئاسيات 21 يونيو إلى فوز كاسح لمرشح الأمل و التغيير البناء محمد ولد عبد العزيز بنسبة 70 في المائة على منافسيه ، لكن هذا  الفوز المستحق للسيد الرئيس  محمد ولد عبد العزيز يواجه تحديات جسيمة في ظل تجاذبات سياسية متعمقة مع مكون أساسي من مكونات الشعب الموريتاني ،  و أقصد  من قاطع من الأحزاب السياسية الموريتانية و التي لها وزن و حضور و قاعدة شعبية  حتى نكون منصفين ، لذا من الضروري للسيد الرئيس خلال المأمورية  الجديدة أن يبدأ بعد تنصيبه مباشرة  بفتح حوار تصالحي يتسم بالجدية و يشمل كل الموريتانيين حتى تصفو النفوس و تكون مصلحة موريتانيا هي العليا ، لأن الواقع الإقليمي و الدولي الذي نعيشه اليوم لا يسمح بالتشرذم و الإختلاف بين أبناء الوطن الواحد المهدد بالتقسيم و الحروب الأهلية لا سامح الله و نرجو من الله أن يجنبنا ذلك،  في حالة ما تمادى أهله و ركب كل منهم رأسه و ضرب بعرض الحائط التوافق الوطني لمصلحة موريتانيا ، هذا من ناحية و من ناحية آخرى هناك بطالة في صفوف الشباب العاطلين عن العمل  يجب على السيد الرئيس في مأموريته الجديدة أن يوليها الإهتمام البالغ  دون اللجوء إلى مسكنات أو مهدءات ، بل القضاء على جذورها إن أمكن  ، فقد تقلصت بطالة الشباب العاطلين عن العمل في المأمورية الأولى من 31 في المائة إلى 10 في المائة ، إذن متفائلين خيرا بأنه سيتجاوز هذه النسبة الأخيرة بإذن الله ، أما الإرث الإنساني فقد بذلت الدولة الموريتانية فيه الكثيرمن الإمكانيات، خلال مأمورية السيد الرئيس الأولى ، و أتحدث هنا عن  إستحداث وكالة القضاء على مخلفات الإسترقاق و الفقر و الجهل في صفوف شريحة الحراطين ، رغم ما يحاك ضد هذه الشريحة البيظانية المهمة من دسائس و مؤامرات من طرف أبنائها و للأسف الشديد ، بإسم القانون تارة و بإسم حقوق الإنسان تارة أخرى ، فهذه المعضلة لا يمكن القضاء على مخلفاتها إلا بتكاتف الجهود من قبل الموريتانيين موالاة و معارضة و تيكنوقراط و مجتمع مدني ، لأنها في الحقيقة تهدد النسيج المجتمعي الموريتاني الأصيل الذي بقي منسجما طوال القرون الماضية  بفضل الله ثم بتوادد و تعاطف أهله حفاظا على السلم الإجتماعي الأهلي ، بقيت مسالة في غاية الأهمية وهي موجة الإلحاد و الكفر بالله سبحانه و تعالى و التطاول على الذات الإلهية و سب أفضل الخلق سيدنا و حبيبا و قدوتنا محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، هذه المشكلة لا تحل بالتهديد أو بالأحرى التنديد الجماهيري و الرسمي الركنفالي المؤقت بتوقيت الجرم اللأخلاقي في حق مقدساتنا الكبرى ،و من ثم بحبس أهلها دون الإطلاع على حيثيات القضية من منظور الدولة و مؤسسة القضاء ،  بل بتأطير أئمة و خطباء و دعاة و مشايخ الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالخطاب الديني الوسطي المتزن الذي لا غلو فيه و لا تقصير، فمعاملات الناس فيما بينهم وعلاقات بعضهم ببعض لا تخضع لأذواقهم ولا لموازين بشرية قاصرة ولا يمكن أن تطوع وفقا للمصالح والأهواء والشهوات و حرية التعبير و الرأي ، وإنما موازينها ومعاييرها ومبادؤها مستمدة من المنهج القرآني ، ثم في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته القولية وفي سنته الفعلية لأن إعتداله و وسطيته  صلى الله عليه وسلم خير ما يمثل المبادئ الخلقية والقيم النبيلة التي دعا اليها  عليه أفضل الصلاة و السلام و جاء الإسلام من أجلها ، و من هذا المنطلق المحمدي المعتدل يمكن ان نعالج هذه الموجة  الإلحادية كما قلت بالتي هي أحسن ، فمن مساؤى هذه الحرية التي تنعم بها بلادنا قرابة الخمس سنوات الماضية هي الإنصات الى رأي الأحمق في السياسية و حتى في الدين من منظور حرية الرأي و التعبير ، أنا لست من دعاة تضييق الحرية على المواطنين ، و إنما إلتزام المواطن بحدود الله و بعدها ليقل ما يريد ، المهم في آخر هذا المقال هناك مطالب مشروعة تحدثت عنها سابقا و سأذكرها الآن إختصارا وهي  بالفعل تشكل طموح و آمال الموريتانيين في ولاية  الرئيس محمد ولد عبد العزيز الجديدة و هذه المطالب هي أن يستكمل ما بدأه في المأمورية الماضية من تشييد ما تبقى من بنى تحتية لمؤسسات الدولة الموريتانية ، و إنفتاح بدون شروط مسبقة على بقية الموريتانيين الذين عارضوه ، لأنه في الأخير رئيس كل الموريتانيين ، كذلك يقضي نهائيا على شبح البطالة  الذي يؤرق الشباب الموريتاني ، و يؤمن حدودنا مع الدول الشقيقة و خاصة مالي ، كل هذه  آمال و تطلعات الموريتانيين في مأمورية السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الجديدة التي أنتخبه  الشعب على تحقيقيها، و التي تواجه تحديات كبيرة أفضت حسب ما أقدر عليه في سردها أو بالإتيان بأهمها و ماهو مطروح في الساحة الوطنية من عناوين كبيرة  ستكون هي مرتكزات المأمورية الجديدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في قابل الأيام بإذن الله سبحانه و تعالى .

القنيطرة بتاريخ 22/06/2014
      المملكة المغربية  . 
تابع القراءة Résuméabuiyad

تجديد المأمورية مكسب للجمهورية

بقلم: محمد المصطفى ولد البشير
بقلم: محمد المصطفى ولد البشير
أعتقد أنه من مصلحة كل الموريتانيون على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية وأقصد طبعا النخبة السياسية من معارضة وموالاة وتيكنوقراط أن يجنبوا البلاد مشاكلهم وحظوظهم وتجاذباتهم، فموريتانيا فوق الجميع، وبالتالي تسمو على كل اختلافاتهم السياسية والفئوية والجهوية وحتى الشخصية الضيقة.لذا أرى من الضرورة تجديد مأمورية السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لرئاسيات يوم 21يونيو، لأن هذا التجديد بنظري مكسبا للجمهورية وللإصلاحات التي بدأت الدولة الموريتانية في إنجازها منذو 2009، و ليس ما أقوله من باب التزلف للنظام بقدر ما هو حقيقة يجب أن نعترف بها كموريتانيين بعيدا عن التجاذبات السياسية المقيتة، والتي وللأسف الشديد ضيعت حقوق العباد والبلاد، فالرجل بدأ في مشواره الرئاسي الأول بشعار القضاء على الفساد والمفسدين، وفعلا قد شاهدنا قرارات جريئة وذلك بحبس وتغريم من ثبتت بالبينة القاطعة ضلوعه في أكل المال العام حتى ولو كان أقرب المقربين من الرئيس، لذا تم القضاء على هذه المعضلة حتى تتمكن الدولة من ترشيد وحكامة المال العمومي، إذن لم يكن شعارا بل ممارسة، وكانت كذلك سياسة الرجل اتجاه أهم قطاعين مهمين بصلاحهما يصلح المجتمع والعكس صحيح، أقصد قطاعي الصحة والتعليم، فالكل يعلم أن مستشفياتنا أصبحت إلى حد ما أحسن من السابق بكثير بفضل التعليمات الصارمة من لدن الرئيس مرورا بالوزير المعني، فإذا ما قارنا بين الفترات السابقة ومأمورية السيد الرئيس المنتهية وخاصة سياسته في هذا القطاع سنلاحظ تحسنا في القطاع بشهادة كوادره المهنيين طبعا غير المسيسين، أما ما يتعلق بالتعليم وهو الجوهر الأساسي الذي بصلاحه تتغير العقليات البائدة من بداوة وتخلف وعدم قناعة بمفهوم الدولة الترابية الوطنية فقد بذلت الدولة الموريتانية خلال المأمورية المنتهية قرارات مهمة ترمي إلى إصلاح واقع التعليم المزري ومن ذلك القيام بخطوات منها إعادة صياغة مقررات التعليم العالي من منظور المناهج العلمية المقررة في كل تخصص علمي أو أدبي حتى تتلاءم مع السوق المحلية والدولية ليتخرج بذلك الطالب الموريتاني وهو على مستوى معين من التكوين على المستوى الفكري والعملي بدل أن يتخرج بمستوى معرفي ونظري ضيق كان السائد  في السابق، وأما الجانب الأمني الأساسي وخصوصا أننا في منطقة هشة ومهددة  بالتنظيمات التكفيرية هذا علاوة على ضعف الوسائل اللوجستية في منطقة صحراوية مترامية الأطراف، فقد أستطاع السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال مأمورية 2009 المنتهية أن يضع ما تملك  الدولة  من مقدرات في استتباب وأمن البلاد من الهزات التي تعرضت لها جارتنا مالي إبان الانقلاب على حكومة باماكو وإعلان الأزواديين الاستقلال عن الجمهورية المالية، فقد زود الجيش الوطني الموريتاني المتواجد على الحدود مع مالي بالوسائل اللوجستية المتطورة وبفضل الله ثم بسياسية البلاد الأمنية استطاعت البلاد ولله الحمد أن تحمي حدودها في ظرف إقليمي ودولي صعب خاصة بعد ما سمي بالربيع أو على الأصح الصيف العربي الحار.

إذن أختم من حيث بدأت وأقول بأن رجل المرحلة القادمة الذي يستطيع أن يكمل ما بدأت الدولة الموريتانية في إصلاحه من مشاريع اقتصادية وسياسية وأمنية ترفع من مستوى المعيشة والعقلية الذهنية لمجتمعنا الموريتاني الأبي هو السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أما ما يتنافس معه في هذه الاستحقاقات فمع احترامي الشديد لوطنيتهم التي لا يمكن لأحد أن يزايدهم عليها إلا أنهم وللأسف الشديد لا يمثلون تطلعات المجتمع الموريتاني الذي عانى من أشباه الرجال ممن لا فعل لهم إلا الكلام المعسول والذي تنتهي صلاحيته بانتهاء دعاية صاحبه، ممن يدعي المصالحة الوطنية وهو في الحقيقة متطرف في طرحه ولا يريد للمجتمع الموريتاني أن يتوحد، ومنهم من  يدعو إلى ترشيد المال العام وهو في الحقيقة قد جربه المجتمع على مستوى قطاعه الذي أداره بطريقة بعيدة جدا عن دعايته الانتخابية، وعن الشفافية، لذا من الضروري للموريتانيين أن يتصالحوا مع ذواتهم وينهضوا بدولتهم إلى الأمام وذلك حسب تصوري ووجهة نظري وقناعتي كذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتجديد المأمورية للسيد محمد ولد عبد العزيز لأنه في الحقيقة مكسب للجمهورية، أما ما يروج من قبل قنوات تعتمد في شعارها على الرأي والرأي الآخر أو أشخاص يحسبون أنفسهم وطنيين فلا يعتد به في نظري، فالنظرة التشاؤمية للدولة الموريتانية ممثلة في نظام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا اعتقد أنها تستجدي عواطف الناس الشرفاء خاصة والموريتانيون أصبحوا على مستوى كبير من التفكير والوعي بحقوقهم السياسية والمدنية، إذن لا يعقل أن تضللهم تقارير قنوات الفتنة والضلال التي لا تبث إلا مساوئ الغرض منها  زعزعة امن الدول واستقرارها ونشر الضغينة بين أفراد شعبها باسم الديمقراطية وحرية التعبير، بعد أن فشلوا في تسويق الخريف العربي الحار الذي أتى على الأخضر واليابس في منطقتنا العربية.
 
تابع القراءة Résuméabuiyad

كلمة حق.. ودعم.. وتبرئة.. وتوجيه.. / محمد ولد أواه ولد آجه


لكل شخص، وكل فئة الحق في التعبير عن الغضب، والامتعاض، والرفض لأي نوع من أنواع الظلم، أو التهميش، أو الإقصاء، وعلى كل الأحرار، والخيرين دعم أي توجه من هذا القبيل، مهما كان من يتبناه ؛ ولا يمكن أن يخلو أي حراك نضالي مبرر من بعض الأشخاص، والأفكار المتطرفة، والمغالية التي قد ترتكب حماقات وتتبنى أفكارا يكون هذا الحراك، أو ذاك بريئا منها، ولا تمثله البتة، كما أنه لا بد لكل حراك من طريق مرسوم بعناية محدد المعالم، ومسوَّر بالأفكار المعتدلة التي تمنع انزلاقه إلى هاوية التطرف، والمغالاة. وليس حراك لمعلمين خارجا مما سبق فهم قد عانوا، ويعانون من شتى صنوف الظلم، والتهميش، والإقصاء في مجتمعهم، ووطنهم سواء كان هذا الإقصاء عن قصد، أو عن غير قصد، وسواء كان تدبيرا من جهة أجنبية (المستعمر) لا تبغي الخير، ولا التقدم لهذا البلد، أو من جهات، أو فئات محلية نتيجة للتخلف، أو للجهل، أو لأمراض القلوب، وسأحاول من خلال النقاط التالية أن أقول كلمة حق في حق لمعلمين الذين أتشرف أنني رضيعهم، وأعتبرهم أخوالا لي بالرضاعة :امعلم : ليست نسبا بل هي مهنة، ومهنة شريفة أيضا؛لمعلم : إنسان كغيره من بني الإنسان يكرُم ويشرف بالتقوى، وبما يقدمه من إنجاز في سبيل خدمة الوطن، والأمة، وإعمار الأرض؛لمعلم : شخص يكسب من عمل يده وكسبه حلال إن لم تشبه شائبة من شوائب الحرام الأخرى؛لمعلم : شخص ذكي في الغالب الأعم متقن، وماهر، وقل أن يتجه "امعلم" إلى فن مهما كان ذلك الفن إلا أتقنه، فمن يداني علماءهم علما، وأدباءهم أدبا، وشعراءهم شعرا، وصناعهم صناعة، ورساميهم رسما، وخطاطيهم خطا.لمعلمين : فئة كان لها الفضل على المجتمع الموريتاني في توفير ما يحتاجه من آلاته، ردحا من الزمن فالراحلة، والكدحة، والتاسفرة، وأبراد، والتزاي، ولحصيره، والخنجر، والموس، وأمنگاش، ولكْشَاط، وأشقاب، والتينه، واشكاره، والشكوه، إلى غير ذلك من الأدوات والآلات هي من صنع لمعلمين؛لمعلمين : فئة كان لها الفضل في تقوية المقاومة المسلحة التي واجهت المستعمر قبل نشوء الدولة الحديثة بما أنتجوه من آلات الحرب، ووسائل الدفاع؛جميع الفتاوي التي أصدرت ضد لمعلمين تبقى آراء لأصحابها، إن كانوا قالوا بها تناقض صريح كتاب الله تعالى، وصحيح سنة رسوله محمد، وتؤكد أن ما تستند عليه تلك الفتاوى من أحاديث، أو آثار كلها موضوعة ومكذوبة على الله وعلى رسوله؛جميع الإشاعات والأقاويل التي نسجت حول لمعلمين عارية من الصحة ويكذبها الواقع.ولو أنصف الدهر، وكنا في دولة حقيقية لارتفع شأن لمعلمين ولتم إنشاء معاهد متخصصة تحتضن نوابغهم، ومهندسيهم، ولاستخدمت مهاراتهم، وقدراتهم، في بناء وتعمير هذا الوطن المتهالك، ولتم تكريمهم، والاعتراف بالفضل لهم، وحملهم على الأعناق، ولكانوا طبقة يتشرف كل أحد بالانتماء إليها، ولكننا دولة تشجع الاتكال، والكسل بدل أن تشجع المهارات، والعمل.إن لمعلمين ثروة قومية بالمعنى الكامل للكلمة، وبالمفهوم الاقتصادي، إنها فئة من الموارد البشرية، والأدمغة التي لو تم استغلالها لتقدمنا أشواطا في مجال الصناعة، ولربما اكتفينا ذاتيا في بعض الصناعات الهندسية.إننا في مجتمع يعاني من أزمة في الفكر، والثقافة؛ مجتمع اختلطت فيه المفاهيم؛ مجتمع يقود فيه الجاهل العلماء، والكسول المجتهدين، والعاجز الأقوياء، مجتمع يحمل المتطرفين، والجهلاء، والخامدين، على الأعناق.إن المقال المعنون بـ "الدين والتدين ولمعلمين" الذي كتبه العمل غير الصالح – إن لم يتب إلى الله من فعلته- لإحدى أسر فئة لمعلمين العريقة، والمتميزة علما، وفكرا، وأدبا، لا يمثل حراكهم لمعلمين وكاتبه لا يمثلهم، ولا يمثل ما تميزوا ويتميزون به على مر العصور من حب لله ولرسوله وتمسك بدينه وإجلال للصحابة والتابعين والعلماء والصالحين، فهم منه برءاء وحراكهم من مقاله وتوجهه بريئ.وأنتم أيها لمعلمين واصلوا في حراككم، وناضلوا عن حقوقكم، وطالبوا بها، مع المحافظة على الأمور التالية :عدم تحميل الأجيال الحالية ما وقع من ظلم في الأجيال السابقة؛عدم الحكم على فئة أو جهة بفعل فعله بعض أفرادها؛عدم الغلو والتطرف في الفعل ورد الفعل؛عدم الوقوع في نفس خطأ الآخرين (تهميش الآخر وإقصائه والإساءة إليه)؛دحض الأفكار والآراء التي تسيئ إلى لمعلمين دون التعرض للأشخاص فشخصنة الأمور لا تؤدي إلا إلى التفرقة والبغضاء وتعصب كل لرأيه أو رأي من يرى أنه ينتمي إليه؛ السير بخطى حثيثة وثابتة ومرسومة بالأفكار البناءة الموحدة للمجتمع والخلاقة وقطع الطريق أمام كل تطرف وغلو قد يودي بحراككم المشروع إلى هاوية التطرف والغلو؛ وأختم بقولي إن كل ما سطرته بالنسبة للمعلمين، ينطبق على كل فئات المجتمع الأخرى مع اختلاف كل فئة عن الأخريات، من حيث المميزات، ومواطن القوة ومكامن العطاء.وأقول للجميع على مختلف فئاتهم، وانتماءاتهم، ومشاربهم، إنه يجب علينا التركيز على مواطن الاتفاق، وتنميتها والسعي إلى الحفاظ عليها، ومن أهم تلك الأمور الدين الإسلامي الحنيف، وحب الوطن، والدفاع عنه، وخدمته بكل غال، ونفيس.وأقول للسلطة الحاكمة واجبك الديني، والوطني هو قطع الطريق أمام كل تطرف ديني، أو عرقي، عن طريق احتضان كل حراك مبرر، ورفع الظلم الواقع على أهله، عن طريق الملتقيات الفكرية، والمشاريع التنموية، وإرساء دولة القانون، والمؤسسات، التي لا تميز بين المواطنين على أساس انتماءاتهمكما أقول للسياسيين، والمتنفذين، ورجال الأعمال، والفكر، والعلم، والأدب، والإعلام كفاكم تكريسا للتفرقة بين المجتمع وتكريسا لمفاهيم كالقبلية، والطائفية، والجهوية، والعنصرية؛ أعلم أنها تخدم جيوبكم، ومصالحكم الضيقة، وتمكن لكم لفترات لاحقة، ولكن خرق السفينة التي نبحر بها سيغرق الجميع إن عاجلا ام آجلا.ولله الأمر من قبل، ومن بعد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

الأديب والناقد والباحث : محمد ولد أواه ولد آجه
E-mail : almesta6fal@gmail.com
تابع القراءة Résuméabuiyad

ردا على مقال الدين والتدين ولمعلمين/ محمد ولد أواه ولد آجه

سمعت بمقال "الدين والتدين ولمعلمين" لكاتبه محمد الشيخ ولد محمد ولأنه قد حذف من الموقع الذي نشر فيه فقد أعياني البحث عنه حتى تذكرت النسخة المخبأة لدى الشيخ غوغل فقصدتها وفعلا وجدته وقرأته فإذا به يقوم على مغالطات تاريخية ومقارنات غير صحيحة لا تخفى على من لديه أدنى درجة من العقل والتمييز وسأرد على كل جزئية منه تحتها مباشرة مشيرا لفحوى المقال ب "قال الكاتب" واضعا نص ما قاله بين قوسين ومبتدئا ردي ب "وأقول" 
ولا أتحرج ولا أتأثم من إيراد مقاله فقد حكى الله جل وعلى عن فرعون قوله : "أنا ربكم الأعلى" وقوله : "ما علمت لكم من إله غيري" وحكى عن الملحدين قولهم : "ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر" وبتوفيق الله أبدأ : قال الكاتب :
"لا علاقة للدين بقضيتكم أيها لمعلمين الكرام فلا أنساب في الدين و لا طبقية و لا "أمعلمين" و لا "بيظان" و هم يحزنون......"
وأقول : هنا أتفق معك أيها الكاتب
قال الكاتب : (مشكلتكم إن صح ما تقولون يمكن إدراجها فيما يعرف بـ"التدين"...... تلكم أطروحة جديدة و قد وجدت من بين لمعلمين أنفسهم من يدافع عنها.... حسنا....
دعونا الآن نعود للدين و التدين حتى نتبين موقع الأنساب و الطبقية من الدين...
ما هو الفرق بين الدين و التدين...؟
يقول الدكتور عبد المجيد النجار (إن حقيقة الدين تختلف عن حقيقة التدين ؛ إذ الدين هو ذات التعاليم التي هي شرع إلهي، والتدين هو التشرع بتلك التعاليم ، فهو كسب إنساني.
و هذا الفارق في الحقيقة بينهما يفضي إلى فارق في الخصائص، واختلاف في الأحكام بالنسبة لكل منهما)(كتاب الأمة).
إذن: الدين هو وضع إلهي و التدين كسب بشري.....)
وأقول : هنا أتفق معك أيضا أيها الكاتب
قال الكاتب : (متى كان الدين و متى كان التدين...؟ مما لا شك فيه أننا إذا قسمنا الفترة الزمنية للإسلام إلى قسمين سنجد: - فترة حياة محمد و هي فترة دين - ما بعد محمد و هي فترة تدين)
وأقول : جانبت الصواب هنا فلا توجد فترة تدين ولا فترة دين فالمنهج (الدين) موجود الآن كما هو موجود في فترة النبوة وسيظل موجودا متمثلا في القرآن وصحيح السنة والتدين هو تطبيق البشر على اختلافهم لهذا المنهج إلا أنه في فترة النبوة كان أكمل لأنه كان مؤيدا بالوحي.
وأرى أنك أسأت الأدب بتجريدك لاسم الحبيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الكاتب : (تعالوا بنا لنأخذ بعض المشاهد من عصر الدين: الزمان: بعيد معركة بدر 624 ميلادية المكان: يثرب ماذا حدث ؟ الأسرى من قريش في قبضة المسلمين، و الحكم قد صدر بمايلي:
قال المستشار الأول لرسول الله أبو بكر الصديق: "يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا".
ملاحظة: من هم الكفار إذا هنا في رأي أبي بكر....؟ ثم كان بعد ذلك قرار أبي بكر هو القرار النهائي مع إضافة عملية التعليم لمن لا يملك المال.
لكن مهلا.... لقد كانت هنالك حالة استثنائية فقد أرادت زينب بنت رسول الله افتداء زوجها أبي العاص بقلادة لها كانت عند خديجة ، فلما رآها رسول الله رقّ لها رقّةً شديدة ، وقال لأصحابه  إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فوافقوا على ذلك )، رواه أبو داود .
برأيكم ما هذا الاستثناء.....؟)
وأقول : هنا اعتمدت على مغالطة فليس هنا أي استثناء فالحبيب النبي عليه الصلاة وله التسليم لم يستثن ولم يأمر المسلمين بما يريد بل إن الحبيب النبي طلب من المسلمين أن يردوا على ابنته رضي الله عنها ما افتدت به زوجها بطريقة الطلب غير الملزم "إن رأيتم أن.." هنا المسلمون يعطون ما يملكون لمن يستحقه برضاهم.. أين الاستثناء؟؟
قال الكاتب : (الزمان: 625 ميلادية
المكان: أحد
الحدث: قتال بين المسلمين و قريش
قريش في مواجهة المسلمين انتقاما لبدر و رغبة في القضاء على محمد و أتباعه هند بنت عتبة تستأجر وحشي لقتل حمزة مقابل حريته و مكافأة مالية تتمثل في حليها هند تصل للهدف و تمثل في جثة حمزة.
و بعد سنوات عدة و أيام ما يعرف بفتح مكة دخلت هند في الإسلام لتنال اللقب الشهير "عزيزة في الكفر ... عزيزة في الإسلام" أما وحشي فأمره النبي أن يتوارى عن أنظاره عند دخوله الإسلام هند قرشية و وحشي حبشي و إلا فما هو سبب التمييز بينهما و هم في الجرم على الأقل سواء أو إن شئتم الدقة فهند هي المذنب الحقيقي و ما ذنب عبد مأجور. دائما و في نفس المعركة – أحد- و لنقارن ما حدث لـ"وحشي" مع دور شخص آخر هو خالد بن الوليد حيث أن هذا الرجل كان السبب الرئيسي في هزيمة المسلمين في "أحد" و قتل عددا من المسلمين و عند دخوله الإسلام أخذ اللقب الشهير "سيف الله المسلول" ، فلماذا لا يتم استقبال وحشي و يأخذ مثلا لقب "حربة الله التي لا تخطئ الهدف".....؟.) وأقول : هنا أيضا اعتمدت على ثلاث مغالطات الأولى : أن الحبيب النبي ليس هو من لقب هندا بعزيزة في الجاهلية عزيزة في الإسلام إن كانت لقبت بهذا اللقب.
الثانية : أن هندا حين جاءت لتبايع الحبيب النبي كانت متخفية خوفا منه لما فعلته بحمزة:
"رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَ: (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً) قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَهِيَ مُنْتَقِبَةٌ خَوْفًا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْرِفَهَا لِمَا صَنَعَتْهُ بِحَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَأْخُذُ عَلَيْنَا أَمْرًا مَا رَأَيْتُكَ أَخَذْتَهُ عَلَى الرِّجَالِ"
الثالثة : أن النبي لا يحتاج أن يقول لهند إنه لا يريد أن يراها لأنه لا يراها أصلا لأنها امرأة أجنبية عليه صلى الله عليه وسلم وفي صحيح البخاري والكلام لوحشي : فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله رسولا، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال : (آنت وحشي). قلت : نعم، قال : (أنت قتلت حمزة). قلت : قد كان من الأمر ما بلغك، قال : (فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني). قال : فخرجت.
ثم إن مقارنتك وحشيا بهند غير واردة فهند قتلت حمزة قصاصا وغلا (وللدوافع النفسية أثر في تخفيف العقوبة) ووحشي قتله طمعا ولم يكن مأمورا مقهورا بل كان مأجورا راضيا...
أما فيما يتعلق بخالد ابن الوليد فأنت ربما تجهل أو تتجاهل أن الحبيب النبي أدرك بطولات خالد ابن الوليد وبلاءه في الإسلام بينما لم يشهد بلاء وحشي ولم يشأ أن يراه أصلا.. وليس في هذا أي تمييز...
قال الكاتب : (المكان: مكة الزمان: 630 ميلادية الحدث: فتح مكة ما هي النتيحة....؟ نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته، ومع قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم، وقد جاء إعلان العفو عنهم وهم مجتمعون قرب الكعبة ينتظرون حكم الرسول محمد فيهم، فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، فقال: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ» و عبارة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وقد ترتب على هذا العفو العام حفظ الأنفس من القتل أو السبي، وإبقاء الأموال المنقولة والأراضي بيد أصحابها، وعدم فرض الخراج عليها، فلم تُعامل مكة كما عوملت المناطق الأخرى.)
(المكان: حصون بني قريظة الزمان: 627 ميلادية الحدث: إبادة بني قريظة السبب :
1- تآمر رجالات من بني قريظة ضد المسلمين في حصار الخندق _ هم القادة فقط إن عممنا مع العلم أن هنالك آية تقول : " و لا تزر وازرة وزر أخرى...."
- 2- وقد ثبت أن النبي قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :" يا إخوة القردة والخنازير و عبدة الطواغيت أتشتمونني ؟ قال فجعلوا يحلفون بالتوراة التي أنزلت على موسى : ما فعلنا ويقولون يا أبا القاسم ما كنت جهولا ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرماة من أصحابه . وقد ناداهم بذلك لشتمهم إيَّاه. (الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207)
أريد هنا قبل أن أواصل أن أشير إلى أننا في سياق الحديث عن النبي فنحن نتحدث عن ما يمكن تسميته "العقل الشامل" بدليل أنه لا ينطق عن الهوى.
و نعود للمقارنة بين الحالتين – مكة و بني قريظة-:
بنو قريظة هموا بالتمالؤ – و الأمر لم يحدث - مع قريش من أجل القضاء على محمد و دعوته.
فتم العفو العام عن قريش و نفذ الإعدام في بني قريظة سيان من هم بنقض العهد أو من لم يهم بذلك فقد تم الحكم على بني قريظة، فقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم، فكان يكشف عن مؤتزر المراهقين فمن أنبت منهم قتل، ومن لم ينبت جعل في الذراري، الراوي: - المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - لصفحة أو الرقم: 6/670 خلاصة حكم المحدث: صحيح مشهور.
وهذا غلام ويُدعى عطية القرظي، لم يُقتل لأن المسلمين كشفوا عن عورته و لم يجدوا شعراً (دليل البلوغ) فنجا من السيف المحمدي.
عن عطية القرظي، قال: كنت من سبي قريظة، عرضنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا ينظرون؛ فمن أنبت الشعر قتل، ومن لم ينبت لم يقتل، فكشفوا عانتي، فوجدوها لم تنبت، فجعلوني في السبي.
الراوي: عطية القرظي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - لصفحة أو الرقم: 3901 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
قريش واجهت المسلمين في أكثر من معركة و حاصرتهم حصارا شديدا في الخندق و في بدايات الدعوة انتدبت أربعين شابا لقتل محمد ليلة الهجرة و قبل الهجرة و في مكة قتلوا و عذبوا المسلمين أشد تعذيب و في فتح مكة وجدوا أمامهم أخا كريما و ابن أخ كريم فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. بني قريظة فقط هموا بالتحالف مع المشركين فكان جزاءهم القتل الجماعي. أين راحت الرحمة..... أم أن للأخوة و "أَتْبَنْعِيمَه" دورها في "العقل الشامل/المطلق".)
وأقول : هنا أيضا وقعت في حبال سوء المقارنة بين أهل مكة وبني قريظة فبنو قريظة من ساكنة المدينة وهم يسكنون أحد جوانبها التي تؤتى منها وقد ثبتت عند الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم خيانتهم للعهد الذي بينهم وبينه وأصبحوا يمثلون خطرا حقيقيا على المسلمين وهم من بدأوا الحرب بنقضهم العهد وحربه صلى الله عليه وسلم من باب الدفاع عن النفس ورد العدوان.
بينما أهل مكة أناس مغلوبون لا يشكلون أي خطر على الإسلام ولا على المسلمين وأغلبهم مستضعفون لم يقاتلوا النبي ولم ينقضوا معه عهدا وبعد وقوعك في المغالطة وقعت في سوء الأدب والتطاول على مقام النبوة.
قال الكاتب : (و كخلاصة: إذا كان مفهوم " بنو العم والعشيرة والإخوان" يجعل ابا بكر يحجم عن قتل المشركين و علاقة الأبوة بين زينب و الرسول تمنحها إطلاق سراح زوجها مجانا ، و الانتماء القرشي يعطي ألقاب البطولات للقرشيين و يمنعها عن الحبشيين. و الأخوة و علاقة الدم و القربى تمنح حق الرحمة لقريش في الفتح و تحرم بني قريظة من ذلك الحق. و كل هذه الأمور تتم في عصر الدين فما بالك بعصر التدين. إخوتي أريد فقط أن أصل معكم – و أخاطب لمعلمين أساسا – أن محاولة التفريق بين روح الدين و واقع التدين هي محاولات "طيبة لكنها لا تنافس" فالحقائق لا يمكن طمسها، و هذا الشبل/البيظاني من ذاك الأسد...
و أن الذي يعاني يجب أن يكون صريحا مع ذاته في سبب معاناته مهما كان السبب، إذا كان الدين يلعب دورا فلنقلها بأعلى صوت: يلعب الدين و رجال الدين و كتب الدين أدوارهم في كل القضايا الاجتماعية من: قضايا لحراطين و لمعلمين و إيكاون الذين لا زالوا صامتين رغم أن الدين يقر بأن مأكلهم حرام و مشربهم حرام و عملهم حرام....... تحياتي)
وأقول : بعد أن ثبت بطلان عرضك بعد كشف مغالطاتك وسوء مقارناتك بطلت خلاصتك.
وأختم بقولي إنني أقف مع مطالب لمعلمين برفع الظلم الاجتماعي الواقع عليهم وأبرئهم من هذا الكاتب المتعالي..
والله الموفق وعليه التكلان...
الأديب والناقد والباحث : محمد ولد أواه ولد آجه
almesta6fal@gmail.com
facebook : Mohamed Ewah  
تابع القراءة Résuméabuiyad

الحقوق محفوظة لمدونة الخواره ©2013-2017 | اتصل بنا | الخصوصية